AP
Fateh Guidoum
حالة من الشغب والهيجان شهدتها بعض المؤسسات التربوية في الجزائر مع نهاية الموسم الدراسي، قادها التلاميذ عبر قذف الأساتذة بالبيض والحجارة.
وكشفت صحيفة “الشروق” عن متابعة “عينة من هذا الغضب ببعض المتوسطات بولاية سطيف على غرار العديد من الولايات، التي شهدت أحداث شغب قام على إثرها التلاميذ في الطور المتوسط بقذف أساتذتهم بالبيض والحجارة وكل ما التقطته أيديهم”، لافتة إلى أن التلاميذ “صبوا غضبهم على الأساتذة والمدراء والمشرفين التربويين والعاملين بالإدارة، وكل فئة أخذت نصيبها من القذائف التي تهاطلت فوق الرؤوس”.
وأشارت “الشروق” إلى أن “القذف طال مداخل المؤسسات التربوية”، فيما “شهدت بعض العمليات تكسيرا متعمدا للأبواب مع تطاير الزجاج وتخريب للنوافذ والابواب وواجهات المتوسطات”.
وأكدت الصحيفة أنه “تم شن الهجوم من طرف التلاميذ والتلميذات جنبا إلى جنب، فأخفوا وجوههم بالمآزر ووجهوا قذائفهم إلى أساتذتهم ووصفوهم بمختلف النعوت مخلفين إصابات وسط الأساتذة والأستاذات”، مشيرة إلى أن “بعض الأساتذة اضطروا إلى الاختباء داخل مؤسساتهم، وبقوا كرهائن لم يتمكنوا من مغادرة المكان إلى غاية انتهاء موجة الغضب”.
وذكرت الصحيفة في “تقريرها” أنه “قد تم في بعض المتوسطات، الاستنجاد برجال الأمن لوقف الاعتداء وإنقاذ الأساتذة، بينما في بعض الجهات تدخل الأولياء بمساعدة بعض المواطنين لوضع حد لهذه التصرفات التي خلفت موجة من الحيرة والحسرة”.
ونقلت “الشروق” عن بعض الأساتذة قولهم إن “هذا الاعتداء على حرم المؤسسة التربوية لا يليق إطلاقا بطلاب العلم، ولا يشرف أولياءهم، ويعبر على نقص الوعي وسط هذه الفئة التي لم تقدر حجم الضرر الذي يُلحقه التلميذ المشاغب بالأستاذ ومؤسسته التربوية. ويقول أحد الأساتذة أن المقدمين على هذا التصرف يخربون بيوتهم بأيديهم، وكل ما تم تكسيره هو مسخر للتلميذ بالدرجة الأولى”.
وأوضحت معلمة لغة فرنسية بولاية سطيف “ن. ب”، للصحيفة، أن “الظاهرة دليل على فشل المنظومة التربوية التي لم تنجح في إنشاء جيل مشبع بالتربية والأخلاق الحميدة واحترام العلم والمعلم”، متسائلة عن “مصدر هذا الحقد الصادر عن التلميذ اتجاه المعلم والمسؤولين التربويين، وعن سبب انفراد المنظومة التربوية في الجزائر بمثل هذه التصرفات التي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، وهي بحاجة الى دراسة “سوسيو ـ تربوية” لمعرفة الأسباب والخلفيات وطرح الحلول الممكنة”.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ آخر قوله: “إن الأمر تطور بشكل فظيع، ففي السابق كانت الظاهر تقتصر على بعض التلاميذ الراسبين، وحتى هؤلاء يكتفون بتمزيق الدفاتر والكراريس، لكن اليوم الأمر تطور إلى عنف صريح ورمي بالحجارة مع تكسير منشآت المؤسسات، وهو تطور خطير وانزلاق نحو المجهول، خاصة أن الوضع لم يعد يقتصر على الذكور فقط بل امتد أيضا إلى الإناث، والمؤسف أن الأستاذ وجد نفسه رهينة في مواجهة تلاميذ ملثمين كسَّروا وأفسدوا واستعملوا مختلف عبارات السب والشتم وحتى الكلام البذيء، وكأن الأستاذ لم يبذل أي مجهود في تعليم هؤلاء وتربيتهم”.
المصدر: “الشروق”