RT
تحت العنوان أعلاه، كتب مدير مجلس الشؤون الخارجية الروسي أندريه كورتونوف، في “إزفيستيا”، حول المواجهة الانتخابية في الولايات المتحدة وبقاء أمريكا شريكا صعبا.
وجاء في المقال: سياسة الولايات المتحدة الخارجية ذات طبيعة حزبية، يحدد جزءا كبيرا منها ما يسمى بالدولة العميقة- المسؤولون غير القابلين للعزل الذين يضمنون استمرارية الخط العام للسياسة الخارجية.
ومع ذلك، هناك فرق بين جوزيف بايدن ودونالد ترامب. الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل هي، من بين أمور أخرى، اختيار بين “زعامة أمريكا” (بايدن) و”استثنائية أمريكا” (ترامب). النهج الأول، أكثر أيديولوجية؛ والثاني، أكثر تشاؤمًا. الأول، يدّعي أن لديه استراتيجية طويلة المدى؛ والثاني، في الواقع، يقوم على الانتهازية السياسية. يستند النهج الأول إلى الحفاظ على عالم أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة، أو بالأحرى استعادته، بينما يعتمد النهج الثاني على حماية المصالح المباشرة للولايات المتحدة، حتى لو كانت هذه الحماية تحمل تهديد التفكك الكامل للنظام الدولي الحالي. وفي حين يخاطب بايدن عقل الأمريكي، فإن ترامب يخاطب غرائزه.
في جميع الأحوال، يمكننا اليوم أن نتنبأ بأمرين: أولاً، لن تؤدي الانتخابات المقبلة، مثل انتخابات 2016 و2020، إلى تجاوز الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي حول أهم قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد؛ وثانيا، سيتعين على الفائز المقبل أن يُسدد، بطريقة أو بأخرى، الديون وفواتير الالتزامات العديدة التي تراكمت على واشنطن في السنوات الأخيرة. وهذا يعني أن أمريكا، في الفترة 2025-2028، ستظل حتما شريكا صعبا – لكل من حلفائها وخصومها.
ومن المرجح تأجيل التغييرات الأساسية في السياسة الخارجية الأمريكية حتى نهاية العقد الحالي على الأقل، كما من المرجح أن تكون الانتخابات المصيرية حقا هي انتخابات العام 2028، والتي ستثل إليها الولايات المتحدة بعد أزمة داخلية عميقة أخرى تلوح في الأفق عمليا. ومن المؤكد أن السنوات الخمس المقبلة سوف تكون فترة من المخاطر المتزايدة، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل ولبقية العالم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب