وذكر تقرير مطول للصحيفة اللبنانية أنه بدلا من الترويج للحكومة الروسية وبث البروباغندا “الإيجابية” عن بلدها، نصّبت قناة RT الناطقة بالإنكليزية نفسها واحة مفتوحة لمعارضي الغرب بشكل عام والإمبراطورية الأمريكية بشكل خاص، وأخذت على عاتقها تفنيد السردية الغربية ومواجهتها.
ضمت صحافيين أمريكيين وأوروبيين
وقالت: “ضمّت صحافيين أمريكيين وأوروبيين معارضين لسياسات بلدانهم الاستعمارية، وليس فقط روسا كما تفعل القنوات الأخرى، كل بحسب جنسيتها”.
وأضافت: “دأبت القناة على استضافة كل من يعتّم عليه الإعلام الغربي، وغالبية هؤلاء من قادة الجنوب العالمي ومختلف حركات المقاومة والأحزاب اليسارية، وحتى ممثلين عن المهمشين داخل مجتمعات الغرب”.
صوت من فضح الإمبراطورية وجرائمها ونفاقها
وتابعت: “على سبيل المثال، كانت من أكثر من رفعوا الصوت ضد سَجن مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج، إضافة إلى ملاحقة المبرمج الأمريكي إدوارد سنودن، وإسكات الصحافي الألماني الراحل أودو أولفكوت، وكسرت التعتيم عن غيرهم ممن فضحوا أيضا الإمبراطورية وجرائمها ونفاقها، كل على طريقته”.
وتطرق تقرير الصحيفة إلى صحافيي شبكة CNN الأمريكية الذين غالبا ما يكونون من مطلقي الأكاذيب الضخمة التي تصل حد العالمية في تبريرها حروب الإمبراطورية وويلاتها.
وأردفت: “آخر إبداعات CNN أنها تحولت إلى ناطقة باسم البيت الأبيض في عزمه استهداف قناة RT الروسية، التي عانت من محاولات إسكات لا تنتهي، آخرها قبل أسبوع”.
تهز عروش الغرب المثبتة على جماجم الشعوب
وأكدت “الأخبار” أنه بالنظر إلى الاستراتيجية الآنفة لقناة RT “يُفهم تلقائيا عدم سكوت الغرب عن منصة إعلامية تهز عروشه المثبتة على جماجم الشعوب المهمشة، ومحاولته إسكاتها منذ إطلاقها.
وتابعت: “واجهت RT صعوبات في الولايات المتحدة لسنوات تحت حجج مختلفة يمكن اختصارها باتهام “التضليل” وتوّجت بإغلاق “RT أمريكا” مكاتبها قبل عامين إبان العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. كذلك، أُجبرت “RT ألمانيا” على الإغلاق بعدما حظرتها السلطات الألمانية بسبب تحولها إلى الصوت الإعلامي الوحيد أثناء موجات احتجاج مختلفة شهدتها البلاد، وهو السبب نفسه الذي واجهت بسببه “RT فرنسا” الصعوبات، فيما أُزيل بث مختلف قنوات RT عن ترددات الأقمار الصناعية الأوروبية، إلى جانب حظر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي في دول الاتحاد الأوروبي.
كما وضعت شركة “ميتا” وX (تويتر سابقا) شارات على صفحاتها ومنشوراتها تشير إلى أن القناة “تتحكم بها الدولة الروسية بشكل كامل أو جزئي”، وغيرها من التضييقات على بث ومحتوى RT.
فضح جرائم ونفاق الغرب
وأكدت الصحيفة أن كل ما سبق ما هو إلى غيض من فيض مما تتعرض له وسيلة إعلامية بسبب فضحها جرائم ونفاق الغرب، وهي محمية من دولة عظمى، فما بالك بوسائل أخرى حرة لا تحظى بظهر حماية أساسا؟!.
وخلص تقرير الصحيفة إلى أنه “رغم كل محاولات الحظر هذه، فإن RT لا تزال مستمرة في البث وتؤرق هواة الحروب الإمبريالية، بل إن هذه المحاولات تفضح نفاق أصحابها وأكاذيبهم حول “حرّية التعبير” و”حرية الصحافة” وغيرها من التعابير الرنانة.
وقالت: “تفضح قولهم عن RT بأنها “بوق للأخبار المضلّلة”، فإن كانت كذلك، لماذا هذا الخوف منها إذا؟ لو كانت القناة تنشر الأكاذيب فعلا، ألا يمكن للمشاهد تدارك ذلك؟ إلا إذا كان حكام الغرب يستغبون شعوبهم ويعتقدون بسهولة استمالتهم، والحال كذلك، وهو ما يفسر التضليل الذي يأتي من كل حدب وصوب في الإعلام الغربي”.
هكذا، فإن استغلال CNN، ومن ورائها الإدارة الأمريكية “الديمقراطية”، شماعة RT لا يعدو كونه فرصة لتمرير الرسائل السياسية لخصمها “الجمهوري” واستخدام حجة يسهل هضمها لدى فئات واسعة تأثرت بالحملة الكونية على RT منذ سنوات.
المصدر: صحيفة “الأخبار” اللبنانية
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link