ذا هيل: زيلينسكي يتعثّر في معركة حزبية بتصريحات “فانس” ورحلة بنلسفانيا


وجاء في مقال براد دريس (وهو صحفي يركز على تقاطع مجالات أنشطة الكونغرس الأمريكي ومقاولي الدفاع وشؤون المحاربين القدامى) المنشور على موقع The Hill المرموق:

لقد تعثر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في المعركة الحزبية قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فيما كثّف الجمهوريون هجماتهم بسبب رحلته إلى ولاية بنسلفانيا.

ودعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون (الجمهوري من ولاية لويزيانا) زيلينسكي إلى إقالة سفيرته لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا لتنظيمها الزيارة مع الديمقراطيين إلى مصنع أسلحة في ولاية كيستون، بينما فتح النائب جيمس كومري (الجمهوري من ولاية كنتاكي)، والذي يشغل منصب رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، تحقيقا رسميا بشأن هذه الزيارة.

ورفض جونسون لقاء زيلينسكي خلال زيارته هذا الأسبوع، بينما قال الرئيس ترامب إنه سيلتقي الرئيس الأوكراني اليوم الجمعة.

إقرأ المزيد

وقد تعرض زيلينسكي لانتقادات من الجمهوريين لوصفه زميل ترامب في الترشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس (الجمهوري من ولاية أوهايو)، في حوار لمجلة “نيويوركر”، بأنه “متطرف للغاية” لاقتراح السيناتور التنازل عن أراض أوكرانية لروسيا والتوقف عن دعم أوكرانيا في الحرب. وألقى زيلينسكي كذلك بظلال من الشك على خطة ترامب لإنهاء الحرب قبل توليه منصبه.

ولم يرد زيلينسكي بعد على الانتقادات، وهو ما من غير المرجح أن يساعد جهوده هذا الأسبوع لتأمين الدعم لبلاده في الحرب.

من جانبه، قال السيناتور الجمهوري من ولاية تكساس تيد كروز يوم الأربعاء في بودكاست “الحكم” الذي يقدمه: “من هو هذا الزيلينسكي بحق الجحيم حتى يحاول التدخل في انتخاباتنا، أي غطرسة يمتلكها هذا الرجل، إنه أحمق تماما كي يأتي للولايات المتحدة قبل ستة أسابيع من الانتخابات ويهاجم ترامب وفانس”.

أضاف كروز كذلك: “إنه تصرفه غبي، لأنه إذا فاز ترامب، فسوف يواجه مشكلة ضخمة أصبحت أكبر وأكبر، وإذا خسر ترامب، فكما تعلمون، نتمنى له حظا سعيدا في محاولة إقناع الجمهوريين بالاستماع إلى ما يقوله إذا تصرف فقط مثل ناشط في حملة الديمقراطيين”.

وقد دعم عدد من الجمهوريين، لا سيما في مجلس الشيوخ، أوكرانيا في حربها مع روسيا، وأشاروا إلى أنهم سيواصلون دعمهم في المستقبل، بغض النظر عن المعركة السياسية.

وقال السيناتور الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية ليندساي غراهام للصحفيين، يوم أمس الخميس، إن “ما حدث في بنسلفانيا كان خطأ”، لكنه أوضح أنه سيواصل دعم أوكرانيا.

وكان غراهام من بين المشرعين الذين التقوا زيلينسكي يوم الخميس أثناء زيارته لكابيتول هيل. وفي اجتماع مع حوالي 20 عضوا في مجلس الشيوخ، لم يتم التطرق إلى قضايا تعليقات زيلينسكي على فانس، أو زيارته إلى بنسلفانيا، وفقا لما أفاد به عدد من أعضاء المجلس.

بهذا الصدد صرح السيناتور جون كورنين الجمهوري من ولاية تكساس لموقع The Hill بأن زيلينسكي فيما يبدو “تلقى بعض النصائح السيئة، وأوكرانيا تحتاج إلى كل الأصدقاء الذين تستطيع الحصول عليهم”.

وقد التقى زيلينسكي، الخميس، بالرئيس بايدن ونائبته هاريس في البيت الأبيض حيث طرح خطته للنصر.

ولم يتطرق زيلينسكي إلى الخلافات حول قضيتي بنسلفانيا وفانس، لكنه قال في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع بايدن وهاريس إنه ممتن للدعم الحزبي بعد اجتماعاته في الكابيتول هيل.

إقرأ المزيد

وأضاف: “إنه من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نكون متفاهمين تماما وأن نعمل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”.

بدورها وجهت هاريس في تصريحاتها انتقادا مبطنا لترامب وفانس، قائلة إن “بعض الناس في بلادنا يودون إجبار أوكرانيا على التخلي عن أجزاء كبيرة من أراضيها السيادية”.

 وأضافت أن “هذه المقترحات هي نفس مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولنكن واضحين، فإن تلك ليست مقترحات للسلام، بل مقترحات للاستسلام، وهو أمر خطير وغير مقبول”.

وتتزايد الضغوط منذ أيام منذ قام زيلينسكي بجولة في مصنع بنسلفانيا الذي ينتج قذائف مدفعية عيار 155ملم لأوكرانيا في سكرانتون يوم الأحد.

ولم يظهر زيلينسكي إلى بجانب الديمقراطيين، بما في ذلك حاكم الولاية جوش شابيرو، والديمقراطيين من بنسلفانيا السيناتور بوب كيسي والنائب مات كراترايت.

وقد انتقد الجمهوريون الزيارة لعدم إشراك أي من المشرعين الجمهوريين واستخدام أموال دافعي الضرائب في نقل زيلينسكي إلى الولاية على متن طائرة نقل عسكرية من طراز C-17 تابعة للقوات الجوية الأمريكية.

وفي رسالة إلى زيلينسكي، قال جونسون إن الزيارة تمت على خلفية “معركة سياسية جدلية، يقودها بديل سياسي كبير لكامالا هاريس، وفشلت في ضم جمهوري واحد لأنه لم تتم دعوة أي جمهوري عمدا”.

وكتب ترامب في تغريدة: “من الواضح أن الجولة كانت فعالية انتخابية حزبية مصممة لمساعدة الديمقراطيين ومن الواضح أنها تدخل في الانتخابات”، ووصف ذلك بأنه “خطوة سياسية قصيرة النظر ومتعمدة”، لا ينبغي “تكرارها”، وطالب باستقالة السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة ماركاروفا.

بدوره أرسل كومر رسائل إلى البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة العدل يطالب فيها بمعلومات عن الزيارة، وقال إن تحقيقه سيصل إلى حقيقة ما إذا كان هناك “إساءة استخدام للموارد الحكومية سمحت لزيلينسكي بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024”.

وقال مسؤول دفاعي لموقع The Hill إن “الرحلة كانت مهمة ممولة من وزارة الدفاع الأمريكية”، حيث تابع المسؤول: “طلبت وزارة الدفاع الدعم من الجسر الجوي العسكري لتسهيل سفر كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين من وزارتي الخارجية والدفاع”، وقال: “كان هؤلاء المسؤولون يقومون بأعمال رسمية تتعلق بالمساعدات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا. وشمل ذلك التوقف في مطار نيوآرك ليبرتي الدولي، حيث التقوا بالرئيس زيلينسكي قبل مواصلة الرحلة إلى طار ويلكس باري الدولي في بنسلفانيا”.

إقرأ المزيد

وفي تجمع حاشد يوم الأربعاء في ولاية كارولينا الشمالية، رد ترامب على زيلينسكي ببعض تعليقاته الأكثر حدة حتى الآن، حيث قال: “يطلق رئيس أوكرانيا، بينما يوجد في بلادنا، بعض الافتراءات الوضيعة تجاه رئيسكم المفضل، أنا”. وهاجم ترامب زيلينسكي بسبب ما قال إنه رفضه لعقد صفقة مع روسيا.

كما نشر ترامب أيضا على موقعه للتواصل الاجتماعي Truth Social ما قال إنه رسالة من زيلينسكي إليه يطلب فيها عقد اجتماع في نيويورك اليوم الجمعة.

وكتب زيلينسكي، بحسب الصورة التي نشرها ترامب: “قبل أيام، تقدمنا بطلب للقاء معك، أريد حقا أن أسمع أفكارك بشكل مباشر، وأنت تعلم أنني أتحدث عن كل ما يتعلق بك دائما باحترام كبير، وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه الأمر”، وتابعت الرسالة: “أعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن نتواصل بشكل شخصي وأن نفهم بعضنا البعض بشكل كامل. أخبرني ما إذا كنت في المدينة في ذلك الوقت، أود حقا أن يتم اجتماعنا، كجزء من جهودنا لمساعدتنا في إنهاء هذه الحرب بطريقة عادلة”.

وحاول موقع The Hill التواصل مع السفارة الأوكرانية للتحقق من الرسالة التي شاركها ترامب.

لقد وصلت الانتقادات الموجهة إلى زيلينسكي، الذي يتجنب عموما التدخل في السياسة الأمريكية، إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022.

حتى الآن، تجنب زيلينسكي جذب قدر كبير من التدقيق بسبب أفعاله الشخصية في السياسة الأمريكية، حتى عندما دفع الكونغرس إلى إقرار مشروع قانون المساعدات الأمنية في وقت سابق من هذا العام، بعد أن أوقفه الجمهوريون من أقصى اليمين لعدة أشهر.

إلا أن بعض الديمقراطيين سعوا هذا الأسبوع للدفاع عن زيلينسكي في مواجهة الانتقادات المتزايدة من الحزب الجمهوري.

وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا جون فيترمان لشبكة “سي إن إن” إن اتهام زيلينسكي بالقيام بحيل سياسية بينما كان يشكر عمال الذخيرة على عملهم في إنتاج قذائف المدفعية كان “سخيفا” و”مهينا” لعمال بنسلفانيا، وتابع ردا على جونسون الذي “يحاول أن يجعل من ذلك قضية”: “لا أستطيع القول إنني مصدوم، لكن ذلك أمر مثير للشفقة تماما”.

ودافع النائب الديمقراطي من ولاية إلينوي الرئيس المشارك لكتلة أوكرانيا في الكونغرس عن سفيرة أوكرانيا، في تغريدة له على موقع X للتواصل الاجتماعي، وقال: “إن الدعم لأوكرانيا كان تاريخيا جهدا مشتركا بين الحزبين”. وتابع: “أحث قيادة البلاد على مقاومة تسجيل نقاط سياسية رخيصة ومساعدة أوكرانيا على هزيمة بوتين بدلا من ذلك”.

المصدر: The Hill

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment